تغييب العقل في مشكلة حازم أبو إسماعيل

الدكتور - ظلال محمد عادل سليمان
أستاذ مساعد ورئيس قسم أصول التربية كلية التربية – جامعة حلوان

أتابع منذ فترة المشكلة المثارة علي الساحة السياسية فيما يتعلق بحقيقة جنسية والدة السيد
محمد
حازم صلاح أبو إسماعيل السيدة نوال عبد العزيز نور رحمها الله ، والتي
صاحبها حيرة الكثيرين حول حقيقة تلك الجنسية ، بل والحيرة كذلك حول حقيقة
شخصية يحترمها ويقدرها الكثير من فئات الشعب ، وبالتالي تغير وتبدل المواقف
من ترشيحه وتأييده في ماراثون الرئاسة .
البعض يري أن محمد حازم صلاح
أبو إسماعيل يكذب ، ويحاول تضليل المجتمع والعدالة من أجل الجلوس علي كرسي
الرئاسة ، وذلك بعد أن أرسلت الخارجية الأمريكية ما يفيد حصول السيدة نوال –
رحمها الله – علي الجنسية الأمريكية في أكتوبر 2006 ، بالإضافة إلي
مشاركتها في انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة ، وأصبح في حكم المؤكد
فيما لا يقبل الشك أن السيدة والدته قد حصلت علي الجنسية الأمريكية ، وهو
الأمر الذي دفع باللجنة العليا للانتخابات أن تصدر قرارها باستبعاده من
سباق الرئاسة .
وأمام هذا اليقين نجد أن الشيخ محمد حازم صلاح أبو
إسماعيل ما زال يصر إصرارا كبيرا علي عدم حصول السيدة والدته علي أي جنسية
غير المصرية ، ليجد الكثيرون أنفسهم أمام إشكالية جدلية كبيرة تتمثل في طرح
سؤال خطير وهو : كيف نختار لمصر رئيسا يكذب علي شعبه ؟
والحقيقة التي
لم يفكر فيها الكثيرون ممن يطرحون هذا السؤال أنهم ' مغيبو العقل ' ، لأنه
لو كان هناك إعمال للعقل لتيقنا تماما من أن الشيخ أبو إسماعيل لم يكن
كذابا في إصراره علي عدم حصول السيدة والدته علي الجنسية الأمريكية ، حيث
إن العقل يجب ألا يجعلنا نخلط بين القانون المصري وغيره من القوانين ،
والمقصود هنا هو القانون الأمريكي ، وهو الأمر الذي يجعلني أتعجب من موقف
السادة المستشارين في اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة – وهم حماة القانون
المصري – لمخالفتهم القانون الذي يؤكد أن الشيخ أبو إسماعيل لم يكن كاذبا ،
وبالتالي فمن حقه الاستمرار في السباق إلي قصر الرئاسة .
حيث إن
القانون المصري لا يعتد بأية جنسية غير المصرية يمكن أن يحصل عليها أي من
مواطنيها إلا بعد الحصول علي موافقة وزارة الداخلية المصرية بعد إخطارها ،
وبالتالي فإن السيدة نوال عبد العزيز نور والدة الشيخ محمد حازم صلاح أبو
إسماعيل – بمنطق القانون المصري – تعد مصرية لا جدال في ذلك ، وهو ما ينفي
شبهة الكذب عن الشيخ حتي وإن كانت والدته – رحمها الله – قد حصلت علي
الجنسية فعلا بمنطق القانون الأمريكي .
وما يجب أن نعيه هنا أن نقر بأن
القانون المصري له سيادته وقوته ، ولا يجب علينا أن ننسي أن بلادنا ذات
سيادة ، ولا يمكن أن ' نغيب العقل ' حتي نسمح لغيرنا بضرب مصر في قضائها
الذي نجله ونحترم فيه احترامه للقانون .