ج- إكزيما البالغين:
نسبة قليلة من مرضى الإكزيما التأتبية هى التى تصل إلى مرحلة إكزيما البالغين ذلك أنه قد لوحظ أن المرض يميل إلى التحسن ثم الاختفاء فى معظم الحالات إما بعد مرحلة الرضع أو مرحلة الطفولة.
فى هذه المرحلة يكون الجلد سميكا متحززا فى المناطق المصابة تغطيه قشور بسيطة مع حكة شديدة قد تؤدى إلى ارتشاح المناطق المصابة وتقيحها.
ويلعب التوتر النفسى دورا هاما فى التهاب الجلد التأتبي خاصة عند البالغين وعادة ما يكون المصابون منهم متوتري الأعصاب وذوى ميل إلى الاكتئاب وقليلي التحمل ولذا يجب تدريبهم على الاسترخاء النفسى وتجنبهم الاضطرابات العاطفية والتوتر العصبى.
- الإكزيما الميكروبية:
تفاعل إكزيمي يحدث بالجلد المجاور للنواسير النازة والتى تفرز صديدا وفى هذه الحالة يصاب الجلد القريب من الناسور بالحساسية للنواتج البروتينية للميكروبات ويأخذ فى التأكزم.
- إكزيما الدوالي:
تظهر بأسفل الساقين فى الأشخاص المصابين بدوالى الساقين نتيجة لبطء رجوع الدم من المناطق السفلى للساق وقد تحدث أيضا بدون وجود دوالي إذا كان المريض مصابا بانخفاض كفاءة الأوردة وفى كلتا الحالتين يحتقن الجلد نتيجة تراكم كميات أكبر من الدم به وبعد مدة يبدأ حدوث تغيرات إكزيمية فى الجلد الذى يغطي الثلث السفلي من الساق وفى هذه الحالة يميل لون الجلد إلى اللون الأزرق ويصحبه احمرار وحكة وقشور وقد يتقرح بسهولة نتيجة لأية إصابة أو خبطة بسيطة.
ومن المعروف عن قرح الدوالى بطء التئامها إن لم يلتزم المريض بالراحة التامة مع رفع الساقين.
- إكزيما خلل التعرق ( بومفولكس ):
نوع من الإكزيما يصيب الأصابع وراحة اليدين وأخمص القدمين ويتميز بظهور فقاعات صغيرة تبدو عميقة للناظر إليها بسبب سمك طبقة القرنية فى تلك المناطق وتظهر الفقاعات فى فترات نشاط المرض على هيئة دفعات تمكث عدة أيام ثم ينتهى الأمر بجفاف الفقاعات وتقشير الجلد لتظهر دفعة جديدة وهكذا حتى تنتهى فترة النشاط التى قد تستمر لأسابيع عديدة ويصحب ظهور الفقاعات حكة قد تكون شديدة.
ويظهر المرض عادة فى فصل الصيف لذا ساد الاعتقاد بأن لزيادة العرق علاقةً سببيةً بالحالة، غير أن الأبحاث الجديدة أثبتت عدم صحة هذا الرأى وقد لوحظ أن للتوتر النفسى علاقة بالبومفولكس وفى بعض الحالات وجد أيضا ارتباط بين ظهور البومفولكس ووجود تينيا نشيطة بالقدمين بحيث تتحسن الحالة بعد معالجة التينيا.
- الإكزيما النمية:
تظهر الإكزيما النمية على شكل بقع مستديرة فى حجم العملات المعدنية وتكون حمراء نازة تغطيها قشور صمغية أو حبيبات وفقاقيع صغيرة وتصيب الإكزيما النمية عادة الذراعين والفخذين وقد تصيب الجذع.
- الإكزيما الجافة ( حكة الشتاء ):
والجلد الجاف يكون عرضة لحدوث نوع من الإكزيما تعرف بالإكزيما الجافة يبدو فيها الجلد وقد تشقق شقوقا سطحية تشبه فى مظهرها الأرض الزراعية المتروكة لمدة طويلة دون رى كما يصاحب التشقق احمرار بسيط فى المناطق المصابة مثل الساقين والبطن والفخذين والساعدين ويشعر المريض بالحكة قبل النوم وعدم الانتقال من جو بارد إلى جو دافئ وقد أطلق على الإكزيما الجافة حكة الشتاء لظهورها فى هذا الفصل حيث تتوافر العوامل المهيأة لجفاف الجلد مثل انخفاض نسبة الرطوبة وقلة العرق والإفرازات الدهنية وقد لوحظ أيضا حدوث الإكزيما الجافة مع استعمال المدفئة مما يساعد على خفض نسبة الرطوبة فى الجو المحيط.
وينصح دائما باستعمال الكريمات المرطبة فى فصل الشتاء خاصة لكبار السن وذوى الجلد الجاف كما ينصح أيضا باستعمال أنواع خاصة من صابون الحمام تحتوى على نسبة عالية من الزيوت وأن يقلل المرضى من عدد مرات الاستحمام لأن الاستحمام أكثر من مرة يوميا وباستعمال الصابون العادى قد يؤدى إلى جفاف الجلد.
وهكذا يشكل استخدام الكريمات المرطبة والصابون الدهنى والإقلال من عدد مرات الاستحمام ركنا مهما فى العلاج والوقاية من الإكزيما الجافة.
- إكزيما ربات البيوت:
نوع من الإكزيما يصيب اليدين وينتشر بين ربات البيوت وهى من الحالات الشائعة وتنتج من تعرض الجلد للصابون والمنظفات والماء بكثرة وعلى فترات طويلة وتبدأ الإصابة بجفاف الأصابع واحمرارها ثم تظهر القشور فى نهاية الأصابع ويتشقق الجلد عند تحريك الأصابع مسببا آلاما.
وقد لوحظ ظهور نفس نوع الإكزيما فى المشتغلين ببعض المهن التى تتطلب الإسراف فى استخدام الماء والصابون مثل السقاة فى المطاعم والطهاة والأطباء.
- ولإكزيما ربات البيوت ثلاثة أنواع:
أ- إكزيما الملامسة الناتجة عن المواد المهيجة وهى أكثر الأنواع شيوعا.
ب- إكزيما الملامسة الناتجة عن تحسس الجلد ببعض المواد التى تستخدمها ربات البيوت مثل الطماطم والثوم والبرتقال والجبن كما تحدث نتيجة لتحسس الجلد ببعض المواد الداخلة فى صناعة القفازات وهى الجوانتى أو الأوعية البلاستيكية أو بعض نباتات الزينة.
ج- النوع التأتبى وهنا تحدث الإكزيما دون وجود إسراف فى استخدام المواد المهيجة أو دون تحسس.
- إكزيما الثدي:
تصيب إكزيما الثدي الحلمة والمنطقة المحيطة بها وهى أكثر حدوثا فى الإناث خاصة الحوامل والمرضعات وتكون عادة من النوع الناز تغطيها قشور صمغية ويتشقق الجلد مسببا آلاما خاصة عند إرضاع الطفل.
وهناك نوعان أساسيان لإكزيما الثدى : نوع ينتج عند حدوث تحسس لأنسجة رافع الصدر أو للمنظفات المستخدمة فى غسيله ونوع آخر لم تعرف أسبابه بالتحديد غير أنه يرجح ارتباطه بالتغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل والإرضاع وعادة ما يستجيب كلا النوعين سريعا للعلاج بمراهم الكورتيزون.
وهناك مرض يشبه إكزيما الثدي يدعى مرض باجيت ويختلف عنها فى بعض العلامات المرضية أهمها إزمانه واستجابته الجزئية للعلاج بمراهم الكورتيزون وتنبع أهمية مرض باجيت من أنه يعتبر علامة جلدية من علامات سرطان الثدي فى مراحله المبكرة وينصح أي مصاب بإكزيما الثدى بسرعة مراجعة الطبيب لأخذ عينة من الجلد المصاب للفحص الباثولوجى حيث إن تلك الطريقة هو الوسيلة الوحية المؤكدة للتفريق بين الحالتين: الإكزيما الحميدة ومرض باجيت الخبيث.
- علاج الإكزيما:
ينقسم علاج الإكزيما إلى شقين أساسيين أولهما : تحديد العامل أو العوامل المسببة بحيث يمكن تجنبها ويعتبر ذلك حجر الزاوية ليس فقط فى علاج الإكزيما بل فى علاج كافة أمراض الحساسية الأخرى وهو الضمان الوحيد لمنع الانتكاسات والوصول إلى الشفاء بمفهوم الكلمة.
وثانيهما : استعمال العلاجات التى تؤدى إلى زوال التغيرات الجلدية والالتهابات وغالبا ما يركز المريض وبعض الأطباء على الجزء الثانى الخاص بالأدوية مع إهمال الجزء الأول الخاص بتحديد السبب وتجنبه مما يؤدى إلى استمرار الحالة أو انتكاسها بعد العلاج بفترات قد تكون قصيرة.
- أولا : التعرف على العوامل المسببة للحالة:
تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات فى العلاج وأصعبها أيضا وتتطلب تعاونا وثيقا بين المريض والطبيب المعالج وتشمل عدة مراحل تبدأ بالتاريخ المرضى ثم فحص الحالة وتنتهى باختبارات الحساسية ولا تغنى إحدى هذه المراحل عن الأخرى؛ إذ أن البعض قد يتصور أن المشكلة قد تحل جذريا بإجراء اختبارات الحساسية بينما أثبتت الخبرة الإكلينيكية الطويلة أن أكثر تلك المراحل أهمية هى أخذ التاريخ المرضي بدقة.
ويبدأ الممرض مهمته فى البحث عن السبب بتوجيه عديد من الأسئلة للمريض تتعلق بمهنته ونشاطه اليومى وهواياته وما إذا كان المريض قد لاحظ علاقة ما بين ظهور الحالة وبين ارتداء بعض الملابس أو استعمال بعض مستحضرات التجميل أو العطور أو تناول أصناف معينة من المأكولات أو الأدوية أو بعد التعرض للشمس.
ويتطلب أخذ التاريخ المرضى فى حالات الحساسية وقتا طويلا وجلسات عديدة حتى يحقق النتيجة المرجوة وعلى الطبيب أن يكون ملما بكافة الاحتمالات وعلى المريض أن يكون دقيق الملاحظة صبورا صادقا وكم من حالات كان فيها التاريخ المرضى مفتاحا لمعرفة السبب.
ويلى التعرف على التاريخ المرضى مرحلة الفحص الإكلينيكى الذى قد يعطى أيضا مؤشرات على الأسباب المحتملة فإكزيما الجفون على سبيل المثال تنتج عن تحسس الجلد لبعض مستحضرات التجميل مثل الظلال السوداء أو البنفسجية والإكزيما التأتبية تصيب مناطق معينة مثل ثنايا المرفق والركبة وجانبى الرقبة والأشكال المستديرة التى تشبه قطع العملة ما هى إلا إكزيما نمية والجلد الجاف المتشقق سطحيا يشير إلى احتمال الإصابة بالإكزيما الجافة وهكذا.
وقد تساعد اختبارات الحساسية فى معرفة السبب ولكنها لا تغنى عن التاريخ المرضى الدقيق والفحص الإكلينيكى الجيد النوعى واختبار الحساسية المفضل فى حالات الإكزيما هو ما يطلق عليه اختبار الرقعة وفكرته تقوم على وضع قطع صغيرة من الشاش مشبعة بالمواد المعروف أنها تسبب الحساسية فوق ظهر المريض وتثبت بواسطة شريط لاصق وتترك لمدة 48 ساعة ترفع بعدها ويلاحظ تفاعل الجلد مع تلك المادة حسب التغيرات التى تحدث تحت كل رقعة ويعتبر الاختبار إيجابيا إذا احمر الجلد وظهرت عليه حبيبات أو فقاقيع مكان الرقعة ويراعى أن يكون تركيز المادة المختبرة ضئيلا بحيث لا يتسبب فى تهيج الجلد ومِن ثَمّ التهابه كما يراعى ألا يجرى هذا الاختبار أثناء نشاط المرض وعادة ما يتم اختبار العديد من المواد قبل التوصل إلى المادة المسببة ويفيد اختبار الرقعة فى حالات إكزيما الملامسة الناتجة عن التحسس فقط ولكنه لا يفيد فى باقى حالات الإكزيما.
وفى نسبة معينة من الحالات لا يمكن التوصل إلى السبب وقد تتراوح تلك النسبة بين 30 - 40% وهنا لا يبقى أمام الطبيب سوى استعمال الأدوية التى تسيطر على الأعراض وتخفف من شدة المرض.
- ثانيا : العلاج الدوائى:
ينقسم العلاج الدوائى إلى علاج جهازى يعطى عن طريق الفم أو بالحقن وعلاج موضعى يوضع مباشرة على مكان الإصابة مثل الغسولات والكريمات والمراهم.
أ- العلاج الجهازى : ويشمل الأدوية التى تقلل من الإحساس بالحكة مثل مضادات الهستامين كما تستعمل المضادات الحيوية فى حالة حدوث مضاعفات للإكزيما فى صورة التهابات ميكروبية وما أكثر حدوثها.
أما فى الحالات الشديدة المنتشرة والتى لا تستجيب للعلاج الموضعى بمفرده فإن استعمال عقار الكورتيزون هو الحل الوحيد ولا مناص من استخدامه ولكن ينبغى أن يكون استعمال الكورتيزون تحت إشراف طبى منعا لحدوث مضاعفات ولكن للكورتيزون آثارا جانبية خاصة إذا استخدم فى غير مجالاته ودون استشارة الطبيب.
ب- العلاج الموضعى : تستعمل فيه الغسولات أو الكريمات أو المراهم ويفضل استخدام الغسولات فى الإكزيما الحادة والكريمات فى الإكزيما تحت الحادة والمراهم فى الإكزيما المزمنة أو الجافة وأشهر الغسولات المستخدمة فى حالات الإكزيما هى غسول برمنجانات البوتاسيوم وغسول الكلامينا أما الكريمات والمراهم فأهمها وأكثرها فاعلية تلك التى تحتوى على نسبة من مركبات الكورتيزون