المدير العام
عدد الرسائل : 6594 السٌّمعَة : 7 نقاط : 6350 تاريخ التسجيل : 25/01/2007
| موضوع: مؤسس جمهورية زفتى الإثنين 10 ديسمبر - 6:12 | |
| مؤسس جمهورية زفتى
لست أدرى لماذا أسموها زفتى ! لعل ذلك من باب دفع عيون الحَسَدة عن حسنها ، تماماً كما سمى واحد من أسلافنا جاريته الحسناء حسناً فائقاً ( قبيحة ) ليصرف عنها العين .. ولعله أيضاً من باب تسمية الأمهات أبناءهن بالشحات وجعران وخيشة وصلاع النبي .. حتى يعيشوا - في زعمهن - ولا يراهم ملك الموت !!
تحدث عنها ياقوت الحموى والسيوطي والجبرتي ، وكتب عنها أحمد بهاء الدين في ( أيام لها تاريخ ) وأخرجت عنها مسرحيات وتمثيليات ، وضرب بها المثل :
( ما أحسن من زفتى إلا ميت غمر ) الذي قُلب رأساً على عقب للعكس :
لا أدرى من أي حاسد !
في حضن النيل ترقد في أناقة ، على بساط سندسي أخضر من الحقول الممتدة أبعد مما ترى زرقاء اليمامة .. فجمعت أسباب الراحة كلها : ماء النيل ، وخضرة الحقول ، وحسن الرواء الذي يؤطّر وجهها الريفي المريح .
ولأننا لا نستخرج من الورود إلا العطر والرحيق ، فإن هذا الحسن لا بد أن يكون منجباً ، معطاءً ، ولوداً ، فكم دفع رحمها من أعلام كالدكتور محمد أحمد الغمراوي ، والدكتور عبد العظيم الديب ، والدكتور محمد الوكيل ، ورجل الأعمال عبد العظيم لقمة ، والخطاط حسب الله ، والطاقة المهدرة حسن بلوزة ، والبروفيسور حسين الحداد والبروفسور مصطفى عمرو السيد الزفتاوي الأمريكي الحاصل على جائزة فيصل العالمية في الفيزياء .. والقاصّ الدكتور نجيب الكيلاني الذي كتب عنها في روايته ( الطريق الطويل ) ويوسف وعوض الجندي اللذين قادا ثورة جمهورية زفتي .. وعلى مرمى حجر منها ولد الشعراوي في دقادوس ، وجمال عطية في كوم النور ، والعوضي الوكيل في السنطة ، والقرضاوي في صفط تراب ... وغيرهم وغيرهم .
وأحب كبار الساسة مناخها فأقاموا حولها ( العزب ) سعد باشا زغلول [قرية مسجد وصيف] وإسماعيل باشا صدقي [ قرية الغريب ] وعزبة سرهنك [عزبة اسماعيل سرهنك ] ومنصور باشا فهمي [ قرية سندبسط ] والألفي عطية . وآخرون لا أعلمهم ، الله يعلمهم .
وكان من أبرز جوانب أناقتها التي رأيتها في طفولتي الأولى : دروبها المرصوفة بالحجارة ، وحواريها الملتوية بلافتاتها المكتوبة بالثلث البديع ، على لوحات معدنية زرقاء ، تعد تراثاً فنياً عجيباً طالما أطلت الوقوف أمامه طفلاً وشاباً يعشق الفن الجميل .. أهدر الآن - وا أسفا - كما يهدر كل شيء جميل !!
لست في معرض سرد نجبائها ، والمميزين - علمياً - من رجالاتها ، ولكن يلفت نظري منهارجل فريد فذ ، جمع الحصافة ( والتجارة والشطارة ) .. رجل أحسبه حديد الفكرة ، شديد الذكاء ، بعيد النظرة .. أراد أن يخدم زفتى خدمة حضارية مميزة ، تنقلها من تواضع إلى رفعة ، من بساطة القرية وفقرها إلى زخم المدينة وتفاعلاتها وتأثيرها .. وكانت بداية الفكرة في مطلع القرن العشرين تماماً .. أي من مائة سنة من الآن .. يتبع
عدل سابقا من قبل في الإثنين 10 ديسمبر - 6:14 عدل 1 مرات | |
|
المدير العام
عدد الرسائل : 6594 السٌّمعَة : 7 نقاط : 6350 تاريخ التسجيل : 25/01/2007
| موضوع: رد: مؤسس جمهورية زفتى الإثنين 10 ديسمبر - 6:13 | |
| كان السيد بك كشك رجلاً غنياً ، وسع الله عليه وأكرمه ، ورزقه ذكاءً وبعد نظر .. فلم يفكر أن يطغى ويتجبر بغناه ، ولا أن ( يخطف رجله ) إلى بانكوك على طريقة أثرياء الخطف ( واللهط ) ليغرق في بحار المعصية والإيدز وحرب الله ورسوله .. ولا على طريقة البهوات الذين يسافر أحدهم إلى لندن ( عشان يساوي شنبه ، لأنه لا يستريح إلا للخواجة الحلاق الذي يدلك قفاه وهو يسوي شنبه ) ..
فكر السيد بك في عملٍ بالغِ التحضر ، عميق الأثر عظيم الثواب عند الله تعالى يخدم دينه ، ومدينته ، وعزوته ، ويدّر عليه - كل عام - ثواب مئات ، بل ألوف من طلاب العلم وألوف من الناقهين المتعافين ، وألوف من الراكعين الساجدين ، وكان ذلك - كما مر - مطلع القرن العشرين ، أيام كانت زفتى فقيرة متخلفة بائسة ، اختار كشك مدخل زفتى من الجهة الأنيقة الثرية الحبلى بالمستقبل الواعد والتى اختارها الإنجليز بعد ذلك ليبنوا تحتها الكوبري الضخم ، وصولاً إلى جهة القناطر المعجِبة ، التي ربضت بعد ذلك ميزاناً حساساً لحاجة المنطقة من الماء .
و ( بحُرّ ماله ) أنشأ مستشفى عامّاً ، ومستشفى للرمد ، ومدرسة ثانوية[مدرسة كشك الثانويه] ، ومعهداً أزهريّاً ، وتكية للفقراء ، ومسجداً ضخماً فخماً [ جامع كشك ]أوصى أن يدفن فيه بعد موته ( على خلاف السنة ، لكن على عوائد زمانه ) ، وأنفق السيد بك مبالغ لو قدرت بحسابات عصرنا لنيّفت في تقديري على عشرات الملايين ، عدا الأوقاف على هذه المرافق العظيمة كلها !!
وكانت النتيجة أن تغيرت ( منية زفتى )- كما يسميها ياقوت - تغيراً عجيباً، وانتقلت نقلة حضارية مميزة : طلاب علم ديني ، أفندية مدارس ، مستشفيات متخصصة ، مرافق للفقراء ... وكلها مبنية في أناقة وجمال وفي موقع مميز بالقرب من بيت العمدة الحازم عبد المجيد المصري ، ومن مركز زفتى الذي أدار منه يوسف وعوض الجندي أول ثورة على الإنجليز سنة 1919 ، حيث شكلا حكومة محلية من أهالي البلد ( الزفتاوية ) الذين - ربما - كانوا نتاجاً لمدرسة كشك ، وكتّاب كشك ، وجامع كشك ، .. وانقمعت الثورة بعد ثلاثة أيام من قيامها ، على أيدي العسكر السنغاليين والهنود الذين صوبوا إليها المدافع ، وأنذروا أهلها بدكّها إن لم يستسلموا .
كان وجود هذه المرافق مجتمعة - مطلع القرن العشرين - مؤهلاً لأن تكون زفتى مركزاً كبيراً ، وأن تدخلها الكهرباء والمياه النقية في العقد الثالث من هذا القرن
- على ما أذكر - أي قبل أن تدخل في كثير من العواصم ( العربية ) بعشرات السنين .
ومات السيد بك كشك صاحب القصر ( المحندق ) الجميل ، المطلّ على النيل من خلال منظر غاية في الجاذبية والحلاوة .. مات وترك وراءه أناساً يجهلونه ولا يقدرون مأثرته ويده الجليلة على المدينة .. ترك بعد ذلك باشوات وبكوات من نوع آخر تماماً .. نوع لا يعرف الحق ولا يريده ، ولا يعرف الخير ولا يريده ، ولا يعرف الجمال ولا يريده ، ليتم تجريف الخضرة ، وتلويث النيل ، وتوسيخ المشهد الأنيق ، وتعويق حركة النهر الرقيق .. لتتحول زفتى الوادعة إلى مولد بلا صاحب ، مولد لمجهول الهوية ، ولترتفع فيها لغة غريبة عنها وعن أهلها .. لغة غير لغة صدق الفلاحين ، وألفة الجيران ، وبساطة الناس الفطريين .. اختفى الوجه الجميل لتصير سوقاً لكل شيء .
وعادت من جديد إلى حالتها قبل مائة سنة لتعلن عن حاجتها إلى رجل محسن كالسيد بك كشك ليعيد لها وجهها المشرق الجميل .. مصر كلها .. الوطن العربي . . العالم الإسلامي يحتاج إلى أثرياء شرفاء ، لا يهرّبون أموالهم لبلاد ( العم السامّ ) ولا يرون أنفسهم متفضلين إن تصدق أحدهم على مشروع خيرى ببريزة أو ربع جنيه .. يحتاج إلى أثرياء يحسون أن لبلادهم عليهم حقوقاً ، لأنها أعطتهم ، وأتاحت لهم وأمّنتهم ، أثرياء جاءت ثروتهم من البناء لا الهدم ، لا من التهريب بل من الجلب ، أثرياء عصاميين خرجوا من بين الناس ، فهم يعرفونهم ، ويعرفون لهم حقوقهم ، ويرونهم أهلاً وعزوة بحق ، لا على طريقة الحملات الانتخابية ، ومنكم وإليكم ، والسلام عليكم .
العالم الإسلامي محتاج إلى أوقاف وهبات من الأثرياء .. و قد كان الوقف من أعظم المصادر التي غذت حاجات الفقراء منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم حين وقف خيبر على المسلمين ، مروراً بتطبيق الفاروق رضي الله عنه للمسألة ، وصولاً إلى المنشاوي باشا في طنطا والسيد بك كشك الزفتاوي الذي لم يواصل أحد بعده مآثره ، حتى أبناؤه
هل نجد ممن ( رصّوا على قلوبهم شيء وشويات ) من أصحاب الملايين والمليارديرية ( صدقوني ) من يقف مشروعات لصالح المرضى ، وصالح طلاب العلم وصالح المبدعين ، وصالح العاطلين ؟ منقوول عن الشبكه الإسلاميه هل نجد منهم من يفكر بمستوى العصر ، فيؤجر قناة تلفزيونية فضائية للدعوة إلى الله تعالى ، وتبييض وجه الإسلام من التهمة القبيحة التي ألصقها الإعلام الكاذب به ، تهمة الإرهاب والدموية ؟!
هل نجد من يفتح صفحات على الإنترنت يبدد من خلالها شبهات ، ويجيب عن تساؤلات ، ويوضح المقاصد والغايات ؟
أيها الأغنياء : أحيوا سنة الوقف ، واقتدوا بالأغنياء ممن سبقوكم ، الذين ملأوا الدنيا خيراً ، وتركوا وراءهم ذكراً ، ثم أفْضَوا إلى ربٍّ كريم يحسن الجزاء ويكرم الكرام ، ويضاعف الحسنات .
وستفضون إلى ربكم - أنتم أيضاً - ليحاسبكم على النقير والقطمير ( ويا ويله ويا سواد ليله ) من صَرَف نعمة الله في معصية الله ، ومن أثرى من تجارة الحرام ، ولم يفكر إلا في ساعة حظه وكسبه . أنا متأكد أنه لن يذكره الناس كما يُذكر السيد بك كشك - رحمه الله - بل كما تُذكر ( طوفة الكوليرا ) أو - أعوذ بالله أعوذ بالله - الداء الخبيث . يا حفيظ يارب
منقوول عن الشبكه الإسلاميه مع التعديل
| |
|
wezo
عدد الرسائل : 34 السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 22/12/2007
| موضوع: رد: مؤسس جمهورية زفتى السبت 26 أبريل - 17:07 | |
| شكرا جدااا علي المعلومات القيمه | |
|
mohashb
عدد الرسائل : 577 العمر : 39 Localisation : masjed wassef السٌّمعَة : 1 نقاط : 1 تاريخ التسجيل : 13/09/2007
| موضوع: رد: مؤسس جمهورية زفتى السبت 3 مايو - 3:21 | |
| والله مجهود اكتر من رائع مش عارف والله من غيرك كنا عرفنا المعلومات دى ازاى بس فى سؤال هوا قصر كشك ده لسه موجود ويا ترى لو موجود حالته زى حاله قصر سعد عندنا بعد ما تحول الى ساحه تجمع فيها الخرده كمان عاوز اعرف مكانه | |
|