المدير العام
عدد الرسائل : 6594 السٌّمعَة : 7 نقاط : 6350 تاريخ التسجيل : 25/01/2007
| موضوع: عميل امريكا واسرائيل ضد مصر - ادخل وتعرف عليه الخميس 1 مارس - 3:29 | |
| عميل امريكا واسرائيل ضد مصرمن Medo Yehya في 17 نوفمبر، 2011 في 09:06 مساءً ·اغسطس 20107د.يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة السابق يكشف بالوثائقالمصدر: الأهرام العربى بقلم: جيهان محمودالدكتور يسري أبو شادي أحد العلماء المصريين الذين عملوا لأكثر من 25 عاماً بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتي وصل إلي كبير مفتشيها ورئيس قسم الضمانات سابقاً، عشقه لمجال الطاقة النووية بدأ منذ كان طالباً بالثانوية فترك من أجله أهله بالقاهرة، وذهب إلي الإسكندرية للالتحاق بقسم الهندسة النووية بجامعتها، وتفوق فيها وكان الأول علي كل دفعته بالجامعات المصرية عام 1971 ، ثم حصل علي الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص خلال أربعة أعوام، واختير للعمل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 1984 ، له العديد من المواقف التي تحسب له في ملف العراق وكذلك سوريا الذي تسبب في تصادمه مع مدير الوكالة السابق د. محمد البرادعي إلي أن قُبلت استقالته في مايو 2009، وفور خروجه من الوكالة قرر كشف حقائق المفاعل النووي السوري وجمعها في كتاب، رفضت العديد من دور النشر الأجنبية إصداره حتي طُبع في مصر، "الأهرام العربي" التقت د.يسري أبو شادي قبل سفره إلي الخارج لعدة مهام، تحدث بصراحته المعهودة في العديد من القضايا الشائكة، وكان هذا الحوار:أجرت الحوار- جيهان محمود تصوير- موسي محمودما حقيقة المفاعل النووي السوري؟ ولماذا أصدرت كتاباً حوله الآن؟منذ عامين ونصف العام نشرت المخابرات الأمريكية تقريرا حول المفاعل السوري بطريقة استعراضية واسعة الانتشار، وقدموا تقريرا للكونجرس الأمريكي، يقول إن المبني الذي ضربته إسرائيل - قبل أن يقدموا هذا التقرير بحوالي 8 أشهر - كان أصله مفاعلا نوويا مماثلا لمفاعل كوريا الشمالية، وأنه علي وشك التشغيل، وبسبب خبرتي الكبيرة جداً في مفاعل كوريا الشمالية؛ حيث قضيت سنوات طويلة أزوره وأفتش عليه، وخلال ساعات من الدراسة العميقة لنقاط التقرير، وصلت إلي استنتاج أنه لا يمكن أن يكون هذا التقرير سليما، بل هو خاطئ و"مفبرك"، وذكرت أسبابي وأرسلتها لمدير الوكالة في هذا الوقت د. محمد البرادعي لأنبهه، وطلبت منه ألا يفتح الموضوع لأن ليس دور الوكالة أن تحقق في شكوي مشبوهة مثل هذه، وأن المخابرات الأمريكية تقول إنها كانت تعرف منذ عام2001 أن هذا الموقع الذي ضُرب مفاعل نووي سوري وأنه استكمل في عام 2007، وقامت إسرائيل بضربه في 6 سبتمبر 2007وبعد شهر ونصف الشهر أكملت سوريا هدم ما تبقي من المبني وشيدت مبني جديدا، وبعد 8 أشهر من الضرب قدمت أمريكا شكوي (!!) فبأي حق تقدم تلك الشكوي؟، وفي نفس الوقت لا أمريكا ولا إسرائيل أعطتا أية معلومات عنه، وضربت المبني دون إخبار أحد، وكيف تعلم أمريكا هذه المعلومات سنوات طويلة ولم تبلغ الوكالة؟وعلي هذا الأساس كان تقديري أن ترفض الوكالة التحقيق خصوصاً أن الموضوع أصلاً انتهي بدمار المبني، ففي ماذا أحقق؟ ولماذا؟ وفي النهاية لا مدير الوكالة قبل هذا ولا نظر بدقة في تقريري الفني، في الأول أعطاني فرصة -للحق- أن أعمل تقريرا ثانيا، وبعد تقديمي هذا التقرير تم إبعادي بحجة أني غير مسئول عن ملف سوريا، ولا يصلح أن أتدخل لأني "عربي"، وأنا لا أقتنع بذلك طالما هناك قدرة فنية للتحليل لابد الاستفادة منها، ورفض إلي أن أصدروا تقريرا مماثلا لأخطاء تقرير المخابرات الأمريكية، تقريباً نسخوا أجزاء منه ووضعوها في هذا التقرير، وطبعاً الذي كان يعمل كل هذا ليس البرادعي، لأنه غير متخصص ولا علاقة له بالنووية بل هو رجل حقوق وقانون، لكن نائبه الذي كان يدعي أنه فني وأنه الذي يعمل التقارير.من هذا الشخص؟ وما جنسيته؟هو "أولي هاينونين" فنلندي الجنسية، هذا الشخص أصر علي وضع التقرير ضد سوريا في هذا الوقت وكله أخطاء فنية كثيرة، فأرسلت للبرادعي وقلت له: لم أقبل أن تصدر الوكالة تقريرا بهذه الطريقة وكان وقتها عبارة عن مسودة، وقلت له: إما أن توقف هذه المسودة أو تعدلها، وإلا سأخرج وأتكلم عن ذلك واستقالتي عندك وقدمت له الاستقالة، ففوجئت به يبعث لي رسالة لم تعجبني يقول فيها": سوريا ليست تخصصك ولا تتدخل".وما تخصصك؟كنت مسئولاً عن أوروبا الغربية، وهناك آخر مسئول عن سوريا والدول العربية، لكن الموضوع "فني" لا علاقة له أنا مسئول عن من؟ خصوصاً أنه قيل إن هذا مفاعل مماثل لكوريا الشمالية، ولا يوجد أحد في الوكالة وربما في العالم يعرف مثلما أعرف عن المفاعل الكوري حيث قضيت شهورا فيه، وليست بالمدة فقط ولكن فهماً جيداً للموضوع كله، فكان المنطق غير سليم أن يقال لي أنت لست متخصصا في هذه المنطقة، والعملية ليست إدارية، لكنه تجاهل الاستقالة، واتصلت بمراسل جريدة "الأهرام" في فيينا وأعطيته شبه مقال ونشره في 22 نوفمبر 2008، ولحساسية الموقف طلبت منه عدم نشر اسمي فذكر "خبير دولي" وكان واضح أن الخبير هو "أنا" واستدعاني البرادعي آنذاك لأني الوحيد الذي أصدر هذا التقرير والتحليلات الفنية التي نُشرت بالأهرام لم يقلها أحد غيري، بعد صدور تقرير الوكالة بيوم واحد، وعندما جئت إلي مصر في ديسمبر من هذا العام، عقدت ندوة في حزب من الأحزاب (المؤيدة للبرادعي الآن) أعطوني الفرصة أن أقول الحقائق وتابعها كثير من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، وتمت ترجمة الجزء الخاص بسوريا إلي اللغة الإنجليزية ونقلته كل المواقع خصوصاً في أمريكا، وجاءتني ردود أفعال كثيرة، والبرداعي غضب جداً وأصدر خطابا هو ونائبه بتحويلي للتحقيق، رغم أني في لقائي التليفزيوني لم أورد اسمه إطلاقاً بل تحدثت باسمي الشخصي، وقلت إني لا أمثل الوكالة في هذا الوقت، وعلقت علي تقرير المخابرات الأمريكية الذي نُشر أيضاً، وبالتالي لم أقل معلومات سرية، واستمر التحقيق معي 4 أشهر، وفي النهاية المحقق كان رجلا نزيها وقال إن د.أبو شادي لم يخطئ وتكلم في حدود القوانين واللوائح، وهو لا يحتاج لموافقة المدير العام للوكالة كي يتكلم، طالما تحدث بصفته الشخصية وأنه لا يقول معلومات سرية، وأنه أبلغ الوكالة والبرادعي نفسه، وانتهي الأمر أن أُغلق الموضوع.وقبل أن أخرج من الوكالة برغبتي كنت أعد اليوم الذي أترك فيه الوكالة حتي أكون بحريتي أكثر، خصوصاً في ذاك الوقت جاءت مشكلة مصر، وقبلها مشكلة إيران ولم استطع التلعيق عليها، وعندما خرجت من العمل بالوكالة قلت إن مجال المفاعل السوري هو الموضوع رقم 1 بالنسبة لي، وبالتالي لابد من وضع جميع الحقائق الفنية الخاصة به في كتاب وأنشره علي الناس، ومن خلاله حاولت الإجابة عن أسئلة أخري وليس فقط حقيقة المفاعل النووي السوري، فلماذا كان هناك صمت سوري-إسرائيلي-أمريكي؟ وهناك من يبرر الصمت السوري بأنهم لا يريدون التكلم، لأن لديهم مفاعلا، وهذا ليس صحيحاً وبالتالي الذي يبرر الصمت السوري بأنه كان لديهم مفاعل "خطأ" 100% ولهذا ثقتي العالية جداً جداً هي التي جعلتني أخرج هذه الحقائق في كتاب مدعم بالصور، وبكل التفاصيل التي تؤكد أنه لم يكن هناك مفاعل نووي سوري من الأصل.وماذا عن مشكلة مصر؟بالطبع مثل أي دولة في العالم هناك حاجات قديمة تتعامل مع مواد نووية صغيرة و"هايفة" لا أعرف أين أجدها؟ التقليد العادي الذي يمكن أن يكون في أي دولة حتي الدول متقدمة، مواد غير حساسة تستعمل كدروع تحمي من النظائر المشعة مثل "الكوبالت" المشع في المستشفيات، فعند علاج شخص بالكوبالت المشع يحيطونه بنوع يسمي باليورانيوم المنضب، فالمستشفي يمكن أن تشتريه دون أن يشعر أحد، وجميع دول العالم بها هذا النوع دون أن يحس أحد، فالوكالة "تصطاد" مثل هذه الأشياء، وتقول توجد مواد نووية في مصر تصل إلي جرام أو نصف الجرام ولم تكن تعلنها (؟!) وأصروا عمل إصدار طويل عريض ضد مصر ووضعوا فيه كل النقاط الصغيرة وكبروها، حتي أصبحت "بالونة" وكتبوا تقريرا يتضمن كلاما سيئا للغاية بدأ في عام 2004وكتب في فبراير 2005، وحاولت ومعي ناس كانوا يعملون بالطاقة الذرية بمصر ويعملون معي مفتشين وكانوا مختصين تماماً فيما تقوله الوكالة تحديداً عن مصر، حيث كانوا يقومون بإجراء أبحاث مثلاً علي قضيب يورانيوم بقطعة إلي أجزاء صغيرة لمعرفة تركيبته وبعد هذا يمكن أحياناً لا يعرفون أين يذهب؟ وهذا الكلام كان يحدث منذ 30أو 40عاماً، ويعتبر شيئا عاديا، حتي قبل أن توقع مصر علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، لكن كان في رأينا أن مصر ممكن ترد، ولما تحدثت مع البرادعي وقتها وجهاً لوجه قلت له هذا الكلام حاد جداً، وأن التقرير الذي كُتب عن مصر مبالغ فيه جداً وكلها أشياء بسيطة تقابلنا كل يوم في التفتيش، ففوجئت بالبرادعي يقول لي: يبدو أنك لم تذهب إلي مصر منذ مدة طويلة، فشككني في نفسي صحيح أني بعيد عن مصر لكني أتابع أخبارها، خصوصاً من زملائنا بالطاقة الذرية المصرية الذين يأتون إلي مقر الوكالة كل أسبوعين، فإذا كان هناك شيء كانوا سيخبروني.في نفس الوقت لم أستطع الرد عليه لأني كنت لا أعرف ما المأخوذ علي مصر؟ ولم أكن قرأت التقرير الذي سيصدر، وعندما خرج التقرير كان في تقديري ضرورة الرد عليه، وكتبت ردا وكان معي زميل عزيز جداً توفاه الله -أخيراً- كان رأيه حتمية الرد، وحقيقة اجتمعنا مع مسئولين سياسيين في مصر وأبلغناهم بهذا الموضوع، لكن يبدو أن الاتجاه المصري رأي أنه لا داعي للرد، حتي لا يتصاعد الموضوع وأن لديهم ثقة أن البرادعي سيحل الأزمة -أو هكذا تخيلوا- طوال 5 سنوات (من 2004إلي 2009) والملف النووي المصري لم يُغلق، وظل مفتوحاً إلي أن جاء العام 2009وأعتقد أني كان لي دور في إغلاقه بأن نبهت أن هذا الوضع لا يُقبل، خصوصاً أنه ليس هناك شيء علي الإطلاق مما يدعون به علي مصر، وللحق أن البرادعي أيضاً تدخل لإغلاق هذا الملف، ولكنه فتح ملفا آخر كان لا معني له، وهو أن الوكالة وجدت جسيمات بنسبة 1 علي مليون من الجرام من اليورانيوم في عينة بأحد المعامل المصرية، وعمل عنها تقرير "بالونة" وكأن هذا اكتشاف خطير أخذته إسرائيل علي مصر بأن عُثر علي يورانيوم للقنابل الذرية، يبقي مصر بتصنع قنابل ذرية (!!) وبرغم علم البرادعي أن هذا اليورانيوم الذي عُثر عليه بمصر ليس من النوع الذي يصنع قنبلة ذرية، ومع الأسف في تعريف الوكالة عندما يقال يورانيوم عالي التخصيب يعني ما بين 20% إلي 100% ، والقنبلة الذرية تصنع بتخصيب فوق 90% ، والكل يعلم أن اليورانيوم بمصر قليل وبعيد عن القنابل الذرية، وكان لابد للبرادعي أن يقول لهم ذلك حتي يفهم العالم الحقيقة، في نفس الوقت مصر حاولت تعطي تبريرات لم يقبلها وكتبها وبروزها، لماذا سمح بهذا الجزء في التقرير أن يخرج ضد مصر؟ ليس من أجل مصر أو أنت مصري، ولكن لأن الذي وجدته هذا حاجة تافهة نجدها كل يوم في عشرات الدول، لماذا مصر فقط هي التي أصررت أن تضعها في هذا الموقف؟ ممكن أتفهم أنه كانت عليه ضغوط حتي يغلق الملف الأول، لكن ليس من أجل إغلاق ملف تفتح آخر، وأعتقد أن مصر مازالت في مشاكل بسبب ذلك.أظهرتك بعض الصحف وكأنك جئت لشن هجوم علي د.البرادعي في هذا الوقت بالذات، ويأتي كلامك عنه وكأنك علي خلاف شخصي معه.. فماذا تقول؟عمري ما تحدثت عن د.البرادعي كشخص أو كمصري، بل أتكلم فقط عن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والأخطاء التي وقعت أثناء توليه إدارتها ووافق عليها، بدايات المشاكل كانت مع ملف مصر في عامي 2005- 2004وكان الموضوع "ملموم" داخلياً، أولاً: لماذا لم أتحدث عن موضوع مصر؟ لأنه ببساطة شديدة أن مصر كانت تتعشم في هذا السيناريو، ومصر نفسها لا تريدنا أن نرد، ثقة في البرادعي فابتعدت عن التحدث فيه، وأقول لمن يدعي أنني جئت لأشوه صورته لصالح السلطة، يا جماعة ارجعوا للقاءاتي سواء التليفزيونية أم الصحفية حتي في صحف المعارضة التي هي من أنصار البرادعي، وأكثر الصحف التي كتبت عن ملف سوريا والحقائق السورية هي التي كانت من أسباب التحقيق معي ونشرت ما ذكرته عن الملف السوري، وعندما حقق البرادعي معي أتي بهذه الجرائد -التي تؤيده الآن- وأدخلها في التحقيق وكان بها بعض الأخطاء، إذن خلافاتي معه كانت معلنة مسموعة ومرئية للميديا قبل الآن، وبالتالي لا علاقة لي بالسلطة ،بل أنا علي خلاف مع بعض الوزراء بسبب الطاقة النووية، وخلافاتي معه كانت فنية وليست شخصية، انتقدت تقارير أخرجها بصفته مديرا للوكالة فقط.وكيف تري الملف الإيراني؟ وهل برنامجها النووي للأنشطة السلمية بالفعل؟إيران دولة كانت متطلعة منذ أيام الشاه إلي برنامج نووي قوي، ومحتمل أن يكون هذا البرنامج له أبعاد غير سلمية، لكن الظاهر أن يعمل مفاعلات نووية سلمية بمساعدة أمريكا، لكن عندما قامت الثورة الإيرانية كان الخوميني غير متعاطف مع البرنامج النووي، بل بالعكس أوقفه لفترة لا بأس بها حتي توفي، وكان في رأيه أن القنبلة الذرية "رجس من عمل الشيطان" لأن أي شئ يدمر البشرية يصبح محرماً وأصدر فتوي بذلك والإيرانيون دائماً يكررونها، وحتي الآن لم أجد مبرراً إلا أنهم خالفوا هذه الفتوي، لكن بعد 10سنوات بدأوا يشعرون بحتمية الطاقة النووية وأنهم إذا لم يلحقوا البناء بأنفسهم من الآن سيفوت الوقت، فدخلوا في برامج نووية سرية سلمية، أو هكذا قالوا وبالذات موضوع التخصيب، وحصلوا علي عدد من الأجهزة والإمكانات والتصاميم النووية من شبكات نووية سرية، وكان الشخص المسئول عنها هو الباكستاني "عبد القادر خان" ومعه كثيرون أغلبهم من الغرب وليس من الشرق، المهم أن إيران نجحت في عمل التخصيب عالياً جداً، نجحوا أن يبنوا مفاعل ماء ثقيلا (علي وشك التشغيل)40ميجاوات، أكبر من مفاعل "ديمونة" الإسرائيلي عند بداياته، والحقيقة غير واضح لماذا عملوا هذا النوع من المفاعلات؟ لأن هذا النوع يطلب بورتونيوم يصلح لقنابل ذرية، لكن الإيرانيين ينفون ذلك ويقولون إنه للأبحاث، وليس لدينا دليل قاطع يؤكد أو ينفي، في البداية كانوا يعملون تخصيب 4% وعندما حدث خلاف علي وقود 20% ، اختاروا أن يقوموا به بأنفسهم، وفي يوم وليلة بدأوا يخرجون 20% يورانيوم مخصب، واليوم لديهم -كما يقال- 40 كيلو جراما من هذا النوع، الخلاصة أن إيران الآن مارست وتمارس جميع دورة الوقود النووي ولديها القدرة إلي التحول لمواد القنابل الذرية من اليورانيوم عالي التخصيب إذا قررت هذا، ولكي يتحقق ذلك هناك شروط كثيرة، طبعاً أن يكون لديها مبرر قوي أن تنسحب من اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، ولتنسحب لابد أن تحدث حاجة كبيرة جداً، لأن الانسحاب لابد أن يكون لديها ما يهدد الأمن القومي للدولة، كما هو موجود في الاتفاقية، مثلاً أن تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، وفي هذه الحالة يعتبر تهديدا للأمن القومي الإيراني، وينتهي الأمر بالانسحاب من الاتفاقية والوكالة تصبح خارج هذا الموضوع، مثلما فعلت كوريا الشمالية، في هذه الحالة تكون لديهم الحرية كما يقولون: FREE HAND أن يعملوا الذي يريدونه فوق الأرض، تحت الأرض، اليوم الوكالة الدولية تفتش علي إيران تفتيشا دقيقا جداً وتعمل أشياء لا تعملها في أي دولة أخري، وهنا نتساءل: لماذا هذه الضجة الإعلامية الكبيرة؟ ولماذا الوكالة عملت هذا الدور وحولت ملفها إلي مجلس الأمن؟ ولماذا مجلس الأمن قرر العقوبات؟ وأنا كرجل فني درست الملف الإيراني أقول: لا برهان أو إثبات أن إيران عندها برنامج عسكري، ولا توجد حاجة مادية ملموسة تملكها الوكالة، ولا أي أحد يستطيع أن يؤكد أن الإيرانيين لديهم برنامج نووي عسكري أو يشتغلون في هذا المجال، كل الذي تبقي تقارير المخابرات الأمريكية 3 أو 4 نقاط تقول إنهم يطورون الصواريخ حتي تقدر علي حمل قنبلة ذرية، وأنهم يعملون تفجيرات تحت الأرض تمهيداً لتمثيل قنبلة ذرية، يخرجون يورانيوم بنسب "هايفة" لا تحتاج لتبرير ليصنعوا قنبلة ذرية، أو يقال إنهم يستعينون ببعض الهاربين من العلماء، قصة مضحكة كلها مبنية علي "بالونة" مخابراتية أمريكية.المفترض أن الوكالة جهة دولية محايدة لا تخضع لأي دولة، ولكن أمريكا هي التي تدفع 25% من ميزانية الوكالة.. فهل هذا يعطيها الحق في التدخل في قرارات الوكالة؟أمريكا تدفع25 % من ميزانية أي منظمة دولية، أما بالنسبة للوكالة ولقسم الضمانات تحديداً فتدفع أكثر بما يتخطي نسبة 50%، أي تدفع ميزانية إضافية وتشتري أجهزة ومعدات وتأتي بخبراء، فهي مشتركة بقوة في قسم الضمانات المختص بالتفتيش، والوكالة ليست المنظمة الوحيدة التي تتعرض لتأثير لضغط أمريكي وغربي؛ فدائما الاتجاهات "ماشية" معهم، وليس كل المنظمات أو مديرو المنظمات يتجهون إلي هذا المسلك، حتي د.البرادعي في لحظة من اللحظات تحديداً في الفترة من 2003إلي 2005لم يكن "ماشي" مثلما أمريكا تريد سواء كان موقفه في العراق - برغم أنه لم يعارض ضربها للعراق لكنه لم يؤيدها- بل اسُتغل في الحرب ضد العراق لأنه لم يقل لا العراق ليس لديها شيء، إنما قال إنه ليس لديه دليل ينفي ما تدعيه أمريكا بأن العراق أحيا برنامجه النووي من جديد، ليس لديه دليل يقول إنه غير سليم، بل طلب مهلة 3 أشهر، لكن علاقته بأمريكا في ذاك الوقت كانت محدودة، وفي هذه اللحظة أخذ جائزة نوبل مع الوكالة.. أحياناً أحس بأن مدير الوكالة الجديد "يوكيا أمانو" ليس مع أمريكا 100% كما تريد هي، أتخيل أن يقع تحت ضغوط أمريكية كبيرة، فبالتأكيد الأموال التي تدفعها أمريكا لها تأثير، ووجود تداخل المستشارين والأجهزة التي تعمل بها الوكالة وأغلبها من أمريكا والغرب، فالطبيعي أن المخابرات الأمريكية عندما تريد إدخال شيء سيتم ذلك عن طريق هؤلاء، وكي أعارض تقارير المخابرات الأمريكية فنياً أحتاج لكفاءات قوية جداً، وجائز أن هذا أتعب المخابرات الأمريكية معي لأني دائماً لدي رد علي الكلام الذي يحاولون توصيله، وليس هذا يعني أن كل ما يقولونه خطأ، وقد تدخلت المخابرات الأمريكية تدخلا حادا في الملف السوري بدليل أن أغلب ما جاء في تقريرها كُتب في تقرير الوكالة، وفي فترة من الفترات د.البرادعي لم يكن يضع تقارير المخابرات الأمريكية ضمن تقارير الوكالة، وفي آخر عامين وضع تقارير المخابرات الأمريكية وهذا خطأ وأنا اعترضت عليه وكان أحد المشاكل بيني وبينه، وأتمني للمدير الجديد للوكالة ومسئولي المنظمات الدولية علي وجه العموم أن تكون دائماً الحيادية أهم شيء لديهم، حتي لو كانت ضد الدول الكبري سواء أمريكا أم غيرها.كيف يتم اختيار العاملين بالوكالة؟ وكم عدد المصريين؟عادة كل دولة لها ميزانية معينة، الميزانية هي التي تحدد عدد العاملين بالوكالة، لكنها ليست شرطاً، بالإضافة إلي قاعدة التوزيع الجغرافي؛ فالوكالة تحاول أن تأخذ من مناطق مختلفة من دول العالم، لكن الحقيقة بالنسبة لأمريكا فميزانيتها تجعلها بالتأكيد تشغل عددا كبيراً، وهناك دول مثل مصر ميزانيتها لا تأتي بنصف موظف بالوكالة لأنها محدودة جداً، ومع هذا وصلنا مرة أن كان عدد المصريين ما بين 11 و12 موظفاً بالوكالة أغلبهم في قسم التفتيش، وهذا دليل علي أن المصريين لديهم كفاءة كبيرة ونجحوا أن يبرزوا هذه الكفاءة، والوكالة تعتمد عليهم، لكن طبعاً النسبة الأكبر من الموظفين من الأمريكيين وأوروبا الغربية، ولكن الاختيار يتم بنظم دقيقة تحسنت جداً الآن وتعتمد علي المقابلة المسجلة بقدر المستطاع، وبهذا يكون هناك نوع من الحيادية، وبعض الدول غير ممثلة بالوكالة وبالذات غير الموقعة علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، فكوريا الشمالية لم يبق منها أحد، أما الإسرائيليون فقليلون جداً مفتش أو اثنان، لأن بعض الدول توافق أن يفتش عليها إسرائيلي، أما أوروبا الغربية فلا تقبل إسرائيليين لأن دولة إسرائيل غير موقعة علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية.لماذا طوال السنوات الماضية لم يصدر قرار بالتفتيش علي إسرائيل برغم أنه معروف ملكيتها لأكثر من مفاعل نووي؟مع الأسف اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية وضعت 3 تصنيفات لدول العالم، الأول: أن الدول -وهي الأغلبية العظمي- توقع علي الاتفاقية (حوالي 185دولة) وتتعهد أنها لن تتحول إلي المجال العسكري، والطاقة النووية تستخدم في المجال السلمي فقط، وهذه هي الدول التي يفتش عليها وليس كلها، لأن ثلثيهم ليست لديهم مفاعل نووية علي الإطلاق لكن في النهاية هم خاضعون للتفتيش ككل الدول، والتصنيف الثاني: الخمس دول العظمي التي لديها أسلحة نووية، وهم موقعون علي الاتفاقية ويسمح لها بأن تحتفظ بقنابلها الذرية مع محاولة التقليل منها حتي تتخلص منها دون تحديد فترة زمنية، والآن بعد 40عاماً من هذه الاتفاقية الذي نقص منها يعد "كلام فارغ"، أما التصنيف الثالث: يسمح بحرية أي دولة لا توقع هذه الاتفاقية أو تنسحب وتخرج عنها، وهي 3 دول لم توقع : إسرائيل والهند والفاتيكان، وأضيفت إليهم كوريا الشمالية التي انسحبت، فأصبحت 4 دول لا يتم التفتيش عليها وهم أحرار يعملون الذي علي "مزاجهم"، ومع الأسف إن هذه الاتفاقية خاطئة في هذا الموضوع، ويجب ألا يكون هناك تمييز بين الدول المختلفة في هذا المجال، مما جعل الوكالة ليس لديها الأداة القانونية أن تفتش علي إسرائيل، وإن كانت الوكالة تفتش علي إسرائيل في منشأتين صغيرتين أمريكيتين تفتيشا غير مهم، ويقال إن لديها من6 إلي10 مفاعلات أخري داخل إسرائيل لا أحد يعرف عنها شيئاً، كما يقال إن مفاعل "ديمونة" توقف، وهي تعمل قنابل ذرية.ألا تملك الوكالة اتخاذ قرار بالتفتيش؟ وكيف يتم إجبار كل الدول في التوقيع علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية؟لا يوجد إجبار علي هذه الدول، وهذه إحدي نقاط ضعف الاتفاقية الأصلية أنها لا تجبر دول العالم، ولا توجد عقوبات علي الدول التي لا توقع، بدليل أن الهند عقد معها "بوش" اتفاق برنامج تعاون نووي "رهيب" جداً كأنه مكافأة علي التفجيرات النووية التي تعملها، لكن نرجع إلي إسرائيل التي هي سبب المشاكل النووية كلها في الشرق الأوسط: الملف العراقي والملف الإيراني والليبي والسوري كلها مرتبطة بإسرائيل، لأنها الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية دون أي عقوبات أو تفتيش، برغم أنها تصنع قنابل ذرية، العراق دُمرت بسبب أنها وقعت علي الاتفاقية، وقد أخذ المؤتمر العام للوكالة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي قراراً من أعظم قراراته بوجوب توقيع إسرائيل علي الاتفاقية ووجوب التفتيش الكامل علي جميع منشآتها النووية، القرار صدر ولم يُفعل، ومع الأسف كان المدير العام السابق للوكالة يملك علي الأقل أن يقدم تقريرا مرة ولكنه لم يقدمه، وجاء المدير الجديد وحضر أول اجتماع له في المجلس ولم يقدم أيضاً أي تقارير، حتي تدخلت الدول العربية والإسلامية وطلبت بقوة أن توضع القدرات النووية الإسرائيلية في أجندة مناقشة المجلس المقبل، وتم وضعها بالفعل مع اعتراضات كثيرة من أمريكا والغرب، وهذه خطوة تحسب لأمانو المدير الجديد للوكالة، ولكن في النهاية عند مناقشتها "موتوها" حيث تحايلت أمريكا والغرب عليه بطريقة ما، وقالوا إن الموضوع "سياسي"، وأتخيل في سبتمبر المقبل سيعاد إحياء المناقشة مرة ثانية، لأن المؤتمر العام سيجتمع، وسوف يعيد القرار مرة أخري وتفعيله ثانياً، ونتعشم أن نري عملا إيجابيا جادا.إشادة بجهود سوزان مبارك للنهوض بالمرأة المصرية | |
|