مقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) آل عمران: آية 104.
أما بعد: فإن السعادة وراحة القلب، وسروره وزوال همومه وغمومه، هو مطلب كل إنسان في هذه الدنيا وبه تحصل الحياة الطيبة،لذلك بحثت عن أسبابها وجمعتها لأهديها وأقدمها لآخى وحبيبي في الله ليقراها ويتدبرها ثم يحاول تطبيقها في نفسه وبيته وعمله وحياته واننى على ثقة 100% بأنك آخى في الله واختى في الله لوتدبرت وطبقت ماذكرت من أسباب في حياتك العملية ستشعر أكيد براحة قلب وسعادة فى نفسك وفى حياتك لم تشعر بها قبل ذلك ورجاءً أن لا تنسانا يا آخى من دعوة بظهر الغيب أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم بها وأن يرزقني وإياكم الحياة الطيبة حياة السعداء في الدنيا والآخرة، وأن يرزقنا جميعاً الصبر واليقين وان يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين إنه سميع قريب مجيب {ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
السبب الأول
دائما يا اخى ً فكر واشكر
اخى فى الله يجب عليك أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك؟ ومن تحت قدميك ((وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها)) صحة في بدن، أمن وأمان في وطن، غذاء وكساء وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم ((وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه)) عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجلان ((فبأي ءالآء ربكما تكذبان )) هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك، وقد بُترت أقدام غيرك ، وأن تعتمد على ساقيك، وقد قُطعت سيقان غيرك، تنام ملء عينيك امن مطمئن وقد أطار الألم نوم كثير من الناس غيرك، وأن تملأ معدتك من الطعام الذي تشتهي، وأن ترتوى من الماء البارد وهناك من نُغص عليه الطعام والشراب بسبب أمراض وأسقام. فكر في سمعك وقد عُوفيت من الصمم وغيرك لايسمع، وتأمل في نظرك وغيرك لا يُبصر، وتفكر في عقلك وقد أنعم الله عليك بحضوره وتوازنه وغيرك مسلوب العقل ومصاب بالجنون.
لو عرض عليك جبل أحد ذهبا في بصرك وتُحرم منه بالله عليك هل توافق؟ لو عرض عليك فى سمعك قصور فخمة وتُحرم منه بالله عليك هل توافق؟ هل ترضى عوضاً عن لسانك عدد من العقارات والسيارات الفخمة وتكون أبكم لا تستطيع النطق، هل تقبل أموال الدنيا مقابل يد وذراع من يديك وذراعيك ، إنك آخى واختى في نعم عميمة وأفضال جسيمة، ولكنك لا تدري، لأنك في غفلة عنها ولا تشعر بقيمتها إلا إذا فقدت اى منها لا قدر الله لماذا تعيش مهموما مغموما حزينا كئيبا وعندك الخبز الدافئ ، والماء البارد، والنوم الهانئ ، والصحة والعافية ، والبيت والوطن الأمن تتفكر يا آخى في المفقود ولا تشكر ربك على الموجود ، تنزعج إذا تعرضت لخسارة مالية وعندك مفاتيح السعادة، وقناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء ، فكر يا آخى واشكر واقرأ : (( وفى أنفسكم أفلا تبصرون )) فكر في نفسك، وفى أهلك، وبيتك، وعافيتك ،وعملك، وأبنائك ، وأصدقائك، والدنيا من حولك ولا تكن يا آخى كالذين ((يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها)).
السبب الثاني:
اعلم يا آخى ان ما مضى فات وانتهى
اعلم آخى أن تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره، والحزن لمآسيه حمق وجنون، وقتل للإرادة الإنسانية وتبديد للحياة الحاضرة. إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ، ويغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يُعيده، ولا الهم يُصلحه، ولا الغم يُصححه!، ولا الكدر يُحييه؟ لأنه عدم، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد يا آخى أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين، إنك بتفاعلك مع الماضي، وقلقك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه تعيش وضعا مأساويا رهيبا مخيفا مفزعا.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله سبحانه وتعالى الأمم وما فعلت ثم قال تعالى : (تلك أمة قد خلت )- اى انتهى أمرها وقضي.
إن الذي يعود للماضي، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا، وكالذي يريد ان ينشر نشارة الخشب
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف آخى وحبيبي سُنة الحياة.
السبب الثالث:
يومك يا آخى يومك
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، اليوم فحسب ستعيش، لا أمس الذي ذهب بخيره وشره، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن. اليوم فحسب ستعيش، اليوم الذي أظلتك شمسه، وأدركك نهاره هو يومك فحسب، عمرك يوم واحد، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وكدك واجتهادك ،وعملك فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة قران او سماعه بتدبر ونظر في الكون بتأمل، وذكراً لله بحضور قلب، والتزام بشرع ربك في كل أمور حياتك ، وحسناً في خلقك ،وسعة صدر بإخوانك إذا كنت تعمل في مصلحة حكومية عامة وحل مشكلاتهم وتذليلها بقدر الإمكان ورضاً بما قسمه الله لك من اقدار، ونفعا للآخرين من إخوانك الذين يحتاجون مساعدتك آخى عليك باليوم الذي أنت فيه قسم ساعاته واجعل من دقائقه سنوات، ومن ثوانيه شهور، ازرع فيه الخير، اسدي فيه الجميل استغفر فيه من الذنوب، تذكر فيه الرب وعظمتة جل جلاله، تهيأ فيه للرحيل ومقابلة الكريم الرحيم جل وعلا ، لو قطعت يومك كما ذكر آخى في الله فانك ستعيش هذا اليوم وأنت تشعر بالفرح والسرور،والأمن والسكينة، ترضى فيه برزقك، بزوجتك، بأطفالك بوظيفتك، ببيتك، بعلمك، بمستواك امتثالاً بقول خالقك سبحانه وتعالى((فخذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين )) ستعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج، ولا سخط، ولا حقد، ولا حسد إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة هي: يومكَ يومك. إذا أكلت خبزا شهيا هذا اليوم فهل سيضرك خبز الأمس الجاف الرديء، أو خبز غداً الغائب المنتظر.
إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج، أو ماء غداً الآسن الحار.إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة قوية لأخضعتها لنظرية: لن أعيش إلا هذا اليوم حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في تزكية عملك وتنمية مواهبك فتقول: لليوم فقط أهذب ألفاظي لا اقول الا ما يرضى ربى ويرضى ضميرى فلا أنطق فحشا أو سبا أو هجرا ، أو غيبة، لليوم فقط ساتزن في مشيتي فلا امشى بكبرياء لشعورى الخاطىء باننى افضل من الناس اتزن فى مشيتى واتزن فى كلامي فاحاول الا انطق بلفظ الا وآنا واثق بأنه يرضى ربى وضميري اتزن والتزم في حركاتي وسكناتي
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي، وتأدية صلاتي على أكمل وجه، والتزود بالنوافل، وتعاهد مصحفي، والنظر في كتبي، وافادة غيرى ونصح اخوانى المحتاجين لنصيحتى ومساعدة المحتاجين، ومطالعة الكتب النافعه.
لليوم فقط سأعيش فاغرس في قلبي الفضيلة واجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن.
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين، وأسدي الجميل إلى الغير، أعود مريضا، أشيع جنازة، أدل حيران، أطعم جائعا، أفرج عن مكروب، اقف مع مظلوم، اشفع لضعيف، أواسي منكوبا، اكرم عالماُ، ارحم صغيرا، أجل واحترم كبيرا.
لليوم فقط سأعيش فياماضى ذهب وانتهى اغرب وارحل كشمسك، فلن. أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة ؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا الى يوم القيامة.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام، ولن أتعجل ميلاد مفقود؟ لأن غدا لا شيء لى فيه لأنه لم يُخلق بعد
يومكَ يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.
السبب الرابع: اترك المستقبل حتى يأتي((أتى أمر الله فلا تستعجلوه)) لا تستبق الأحداث، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه، وقطف الثمرة قبل النضج، إن غدا مفقود لا حقيقة له، ليس له وجود ولا طعم، ولا لون، فلماذا نشغل أنفسنا به، ونتوجس من مصائبه ونهتم لحوادثه، ونتوقع كوارثه، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه، أو نلقاه، فإذا هو سرور وحبور، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد، إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ممقوت شرعا؟ لأنه طول أمل، ومذموم عقلا لانه مصارعة للظل فبعض الناس يتوقع الفقر اوالمصائب اوالمرض اوالجوع فى المستقبل، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان يقول تعالى 
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم- بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا)).اترك غدا حتى يأتيك، لا تسأل عن أخباره، لا تنتظر زحفه؟ لأنك مشغول باليوم. فلا تنشغل بيوم لم تشرق شمسه ولم ير النور، حذار حذار من طول الأمل السبب الخامس:كيف تواجه النقد الآثم السفهاء سبوا وتطاولوا على رسول الله وحبيبه وخير خلقه صلى الله عليه وسلم ، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ، إنك سوف تواجه في حياتك حربا لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المقصود لمعنويتك ، ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تُعطي وتبني وتُؤثر وتنجح وتتقدم، وتكسب حب الناس وتخلص في عملك ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض تختبئ فيه أو تصعد سلماً في السماء فتفر من هؤلاء، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويقض مضجعك.حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداء له وخصوم
إن الجالس على الأرض لا يسقط ،وانما يسقط على الارض النشيط المتحرك والناس لا يرفسون كلبا ميتا، لكنهم يغضبون عليك لأنك أصلحت نفسك وتفوقت عليهم صلاحا، أو علما، أو أدبا، أو مالا، فأنت عندهم مُذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك،وتنخلع من كل الصفات الحميدة، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليدا غبيا، محطما، مكدودا هذا ما يريدون بالضبط.
إذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم أثبت ثبات جبل أحد وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء. إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت معه حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل لك. إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم، وإهمالك لشأنهم، وإطراحك لأقوالهم اجعل لسان حالك يقول لهم (( قل موتوا بغيظكم )).
بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية وزيادة محاسنك وتقويم اعوجاجك.
إن كنت تريد وترغب أن تكون مقبولا عند الجميع محبوبا لدى الكل سليما من العيوب والأخطاء فقد طلبت المستحيل فكل ابن ادم خطا ولا يوجد على وجه هذه الأرض معصوما من الخطأ
السبب السادس:
لا تنتظر يا اخى شكراً من أحد
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العُرف بين الله والناس
خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليقة ليشكروه، فعبد بعضهم غيره، وشكر بعضهم سواه؟ لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس الانسانية الا مارحم ربك، فلا تُصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك، وأحرقوا إحسانك، ونسوا معروفك، بل ربما ناصبوك العداء، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين، لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم وقدمت لهم المعروف ((وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله)).ولوطالعنا سجل الدنيا المشهود من حولنا ، لوجدنا في فصوله قصه أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه، وأدبه، وعلمه، سهر الأب الليالي لينام الابن، وجاع الأب ليشبع الابن، وتعب الأب ليرتاح الابن ، فلما شب هذا الابن وقوي ساعده، أصبح لوالده كالكلب العقور، عقوقا، استخفافا، مقتا، عذابا وبيلا.
فليهدأ الذين قدموا الجميل والمعروف لمن لم يقدروه، وليهنؤا بخير المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه.
اعمل الخير لوجه الله،واصنع المعروف فى اهله وفى غير اهله فان صادف اهله فهو فى اهله وان لم يصادف اهله فانت اهله كما علمنا معلمنا وقدوتنا ورسولنا الكريم لأنك اخى انت الفائز على كل حال،ثم لا يضرك جحود من جحد المعروف والجميل، واحمد الله ان وفقك لهذا العمل الطيب لأنك انت المُحسن، وهو المُسيء، واليد العليا خير من اليد السفلى ((إ نما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)).
لا تفاجأ إذا أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك، أو منحت جافيا عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، فضربك بها
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافى فلما قال قافية هجانى
السبب السابع :
الإحسان إلى الغير انشراح للصدر
الجميل كاسمه ، والمعروف كرسمه ، والخير كطعمه. أول المستفيدين من سعادة الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد يجنون ثمراته عاجلا في نفوسهم ، وأخلاقهم وضمائرهم ، فيجدون الانشراح والانبساط، والهدوء والسكينة.فإذا ألم بك غم او واجهتك محنه فامنح غيرك معروفا واسد لغيرك جميلا تجد الفرج والراحة. أعط محروما، اوانصر مظلوما، اوأنقذ مكروبا، اوأطعم جائعا، اوعد مريضا، اوأعن منكوبا، تجد السعادة تغمر نفسك .
إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه وإن توزيع التبسمات المشرقة فى وجوه اخوانك صدقات جارية "ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق " وإن عبوس وجهك فى وجوه اخوانك إعلان حرب عليهم
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور نتج عنها وأثمرت دخول جنة عرضها السماوات والأرض لأن صاحب الثواب غفور رحيم شكور.
يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف والاحسان الى الغير، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعما ولونا (( وما لأحد عنده من نعمة تجزى . إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى . ولسوف يرضى ))
السبب الثامن :طرد الفراغ بالعمل
إن أخطر حالات الذهن الانسانى تنشط يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين مرة وذات الشمال مرة اخرى.
يوم تجد في حياتك فراغا فتهيأ حينها- للهم والغم والفزع؟ لأن هذا الفراغ يدفعك الى البحث فى كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل فيجعلك في هم وغم ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة لكى تشغل بها وقت فراغك
الراحة غفلة، والفراغ لص محترف فاذا وجدت وقت فراغ فاقرأ قران ،او استمع اليه مرتلا او مجودا وتدبر معانيه أو سبح او احمد الله او استغفر أو صلى أو طالع كتاب مفيد ، أو اكتب، أو اصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على وقت الفراغ وإني لك ولنفسى من الناصحين. اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب، انظر إلى العمال فى اعمالهم والفلاحين فى مزارعهم والخبازين فى مخابزهم والبناءين وهم يعانون مشقة العمل يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك وفى وقت فراغك تضطرب من الهموم .السبب التاسع:
لا تكن يا اخى إمعة
لا تتقمص شخصية غيرك وكثير من الناس ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم، وكلامهم، ومواهبهم، وظروفهم، لينصهروا في شخصيات آخرين، وباللفظ البلدى المصرى يلبسوا ثوب غير ثوبهم فيقلد الآخرين ويغير من صوته ومن عاداته
ومن بداية الخليقة إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة، وشخصياتهم كبصماتهم مختلفة
أنت مختلف تماما عن زيد وعن عمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة .
انطلق على هيئتك وعلى سجيتك الطبيعية(( قد علم كل أناس مشربهم)) ((ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)) عش كما خلقت لا تغير فى صوتك، لا تبدل فى نبرة صوتك الحقيقية، وامشى مشيتك الطبيعية المتواضعة التى فطرك الله عليها، وهذب نفسك ،وعامل الناس باحترام وتواضع ولكن لا تلغي شخصيتك ولا تلغي وجودك وتقتل استقلالك.
أنت ياخى لك طابع خاص ولون خاص وشخصية خاصة ونريدك أنت بطابعك هذا ولونك هذا وشخصيتك هذه ، لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا فلا يكن أحدكم إمعة ان احسنوا الناس احسن وان اساؤ اساء كما علمنا معلمنا وقدوتنا وحبيبنا محمدا (ص).
إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار: حلو وحامض، وطويل وقصير، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل؟ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزا ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا وشخصياتنا ومواهبنا وقدراتنا حكمة الهية وآية من آيات الباري الخالق جل وعلا فلا تجحد آياته.السبب العاشر :
ارضى دائماً يا اخى بالقضاء والقدر
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، جف القلم، رفعت الصحف، قضي الأمر، كتبت المقادير، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عندك عطية، والمحنة صارت بالنسبة لك منحة، وكل الوقائع جوائز وأوسمة " من يُرد الله به خيرا يُصب منه " فلا يصيبك قلق من مرض او فقر أو موت إبن، أو خسارة مالية، أو احتراق بيت، فإن الباري قد قدر القدر والقضاء قد حل، واختيار ربك هكذا، والخيرة لله، والأجر بتوفيق الله وصبرك قد حصل
هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن ربهم الآخذ، والمُعطي، والقابض، والباسط، لا يسأل عما يفعل وهم يُسألون.
ولن تهدأ أعصابك وتسكن نفسك، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر، جف القلم بما أنت لاق وبما قدر لك ، فلا تذهب نفسك حسرات، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الاقدار ان تقع لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار، وحبس الماء أن ينسكب، ومنع الريح أن تهب، وحفظ الزجاج أن ينكسر، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك، سوف يقع المُقدر، وينفذ القضاء، ويحل المكتوب (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) .
استسلم لاقدار ربك واعترف بالقضاء والقدر ولا تسخط اوتتذمر اوتندم، وليهدأ بالك ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل ".
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
