فتاة إضراب 6 أبريل حديث الشارع المصري
أفرج عنها النائب العام فاعتقلتها الداخلية من جديد!
فتاة إضراب 6 أبريل حديث الشارع المصري
تحولت الفتاة المصرية إسراء عبد الفتاح (28 سنة) التي تبنت الدعوة لإضراب مصر يوم 6 أبريل الماضي الذي نتج عنه مصادمات مع الشرطة قتل فيها شابان وأصيب 100 مواطن وشرطي في مدينة (المحلة) شمال مصر، إلى حديث الشارع بعدما اعتقلت وسجنت لمدة 15 يوما ثم صدر قرار بإطلاق سراحها من النائب العام فاعتقلتها وزارة الداخلية للمرة الثانية.
وزاد من سخونة الحديث حول (إسراء)، تدشين أنصارها علي شبكة الإنترنت وموقع "فيس بوك" عدة حملات تطالب بإطلاق سراحها ومعرفة مكانها بعدما اختفت في أعقاب إعلان إطلاق سراحها، وتبين أنه صدر قرار اعتقال جديد لها، فضلا عن قيام معارضين يوم الجمعة بمظاهرة بمسجد عمرو بن العاص وهم يلبسون أكفانهم ويضربون عن الطعام مطالبين بإطلاق سراحها.
ففي أعقاب حملة شنتها أطراف حقوقية وسياسيون معارضون لمعرفة مكان إسراء بعد اختفائها عقب إطلاق سراحها، أكد أمير سالم المحامي أن النائب العام المساعد أخبره بصدور قرار اعتقال جديد لإسراء عبد الفتاح وزميلتها نادية مبروك بعد 3 أيام من قرار النائب العام الإفراج عنهما، بعدما تقدم "سالم" ببلاغ للنائب العام طالبه بمحاسبة المسئولين عن جريمة الاختفاء القسري لإسراء ونادية.
مظاهرة بالأكفان أمام القصر الرئاسي!
وفي سياق الدفاع عن "إسراء" وزملائها المسجونين من المدونين الشباب على خلفية إضراب 6 أبريل، والذي دعا ذات النشطاء على فيس بوك لإضراب ثان في 4 مايو المقبل يوم ذكرى ميلاد الرئيس مبارك، دعا أمين عام حزب العمل المصري المعارض المجمد نشاطه بقرار حكومي كافة أعضاء وشباب حزب العمل بالقاهرة الكبرى "التوجه إلى أقرب حانوتي" وشراء كفن على حسابه الشخصي، والتوجه عقب صلاة الجمعة إلى ميدان روكسي بمنطقة مصر الجديدة شرق القاهرة القريب من مقر رئاسة الجمهورية للتجمع هناك والمطالبة بالإفراج عن إسراء عبد الفتاح فتاة الانترنت المتعلقة.
بيد أن الحشود الأمنية الضخمة التي تجمعت أمام مسجد عمرو أبن العاص عقب صلاة الجمعة حالت دون خروج المصلين المتظاهرين وتوجههم بالقرب من رئاسة الجمهورية، فأعلن مجدي حسين أمين عام حزب العمل الاعتصام بالمسجد.
وكان حسين وأنصار الحزب ورموز معارضة قد بدؤوا الإضراب عن الطعام من الثانية عشر ظهرا تعبيرا عن احتجاجهم على ما أسموه "شرف الأمة المهان متجسدا في إسراء عبد الفتاح الفتاة التي تحدى أمن الدولة قرار النائب العام بإخلاء سبيلها وقام باعتقالها بعد الإفراج عنها ومنع أسرتها من زيارتها أو الاطمئنان عليها".
بيان لتحرير إسراء
وفي السياق ذاته، دعا بيان على موقع "فيس بوك" الاجتماعي أعضاء في حركات "كفاية" و"شباب الأخوان المسلمين" و"شباب الكرامة" - حزب تحت التأسيس- و"الاشتراكيين الثوريين" و"أساتذة الجامعات" أن ينضموا لهذه "المعركة المباركة لتحرير إسراء عبد الفتاح" على حد وصف البيان.
كذلك انتشرت على موقع فيس بوك مجموعات تدعو للإفراج عن إسراء عبد الفتاح مثل "كلنا معك يا أسراء"،و "Free Esraa أفرجوا عن إسراء ورفاقها"،"I Love esraa2، و"مظاهرة في حب إسراء"، وكلها تطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين بسبب تعبيرهم عن رأيهم في كل محافظات ومدن مصر من القاهرة إلى الإسكندرية إلى المحلة إلى المنصورة إلى كل مكان.
وتدعو مجموعة "I Love esraa2 - مظاهرة في حب إسراء" كل مجموعات فيس بوك للمشاركة في مظاهرة حب ودعم وتأييد وتضامن مع إسراء عبد الفتاح حتى يفرج عنها، ولوحظ انضمام قائمة طويلة من المجموعات إلى المظاهرة "الالكترونية".
رئيسة جمهورية "فيس بوك"!
واشتهرت "إسراء عبدالفتاح" في أعقاب دعوتها على موقع فيس بوك لإضراب 6 أبريل وتبني قضايا وهموم المصريين ومنها قضية الغلاء، ولكنها لم تتوقع لها كل هذا النجاح وتبني الآلاف للفكرة حتى أصبحت هناك خمسة مجموعات تقريبا على فيس بوك تطالب وتشجع فكرة الإضراب – أي الجلوس في البيت فقط وعدم التظاهر – وبلغ مجموع مؤيدي الفكرة قرابة 70 ألفا.
وفي أيام قليلة تحولت إسراء عبد الفتاح من فتاة بسيطة إلى أحد ألمع النجوم في الوسط السياسي المعارض المصري إن لم تكن ألمعهم على الإطلاق رغم أنها ربما لم تكن تخطط لهذا الأمر، ليس لأنها فقط وضعت حجر الأساس لحركة شعبية شبابية الكترونية بدون انتماءات سياسية مألوفة كما يقول زملاؤها على الفيس بوك، وإنما لأن بعضهم تمادى في الإشادة بها – على فيس بوك- لدرجة إطلاق أوصاف ضخمة عليها منها "زعيمة جمهورية فيس بوك"، بل ودعاها البعض لترشيح نفسها في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة عام 2011!!
وكانت أهمية "الجروب" أو المجموعة التي أنشأتها إسراء عبد الفتاح – والذي اختلف عن مجموعات أخرى تدعو لذات الإضراب ولكن بعضها ذو طابع سياسي أكثر – أنه نجح فيما فشلت فيه كل الحركات والأحزاب السياسية وهو الترويج لفكرة الإضراب وجعله حديث ملايين المصريين على شبكة الإنترنت ومن للمنازل والشركات والمصانع ما جذب مئات الشباب وأقلق أجهزة الأمن التي سارعت لنفي وجود إضراب ونشرت مئات الجنود وعربات الشرطة فأعطت للإضراب مصداقية أكبر!
والطريف أن سجن إسراء رغم أنه صدم العديد من زملائها على فيس بوك وأقلق كثيرين، فهو على العكس دعاهم للدفاع عنها بشتى الطرق أبرزها عمل جروب للدفاع عنها وجروب لتشكيل فريق من المحامين للدفاع عنها، فيما بدأ زملائها (المدونين) يطلقون عليها صفات غريبة منها دعوة العديد من المدونين لانتخاب إسراء "رئيسة لجمهورية الفيس بوك في مصر ".