الفراعنة غيروا خريطة الكرة الإفريقية

نجح المنتخب المصري في تغيير مفاهيم الكرة في القارة السمراء بعد فوزه ببطولة الأمم الأفريقية غانا 2008 وذلك بعد أن أحدث اللقب السادس هزة كبيرة في القواعد المتعارف عليها داخل القارة السمراء. والتي دائما ما تصب في مصلحة اللاعبين المحترفين. واستعانة المنتخبات بالمدربين الأجانب لتحقيق الإنجازات والبطولات.. ولكن فوز مصر غير تلك المفاهيم ووضع خريطة جديدة للكرة الأفريقية من المؤكد أن تكون هي السائدة في المستقبل القريب وذلك خلال التصفيات الافريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم بجنوب افريقيا عام .2010
فقد حسني عبدربه علي إيسيان. ودروجبا. وكالو. وايتو. ومونتاري وحصل علي لقب أفضل لاعب في بطولة الأمم الافريقية غانا ..2008 حسن شحاتة يقهر أوتوفيستر وجيلي وفييري ومازدا وجونكاليفز.. مصر شاركت في البطولة بثلاثة لاعبين محترفين فقط وحطمت أساطير اللاعبين الذين يحترفون في أعتي وأغني الاندية الاوروبية.. الحضري يحصل علي لقب أفضل حارس مرمي للمرة الثانية علي التولي. أبوتريكة وزكي وعبدربه زاحموا ايتو علي لقب هداف البطولة بفارق هدف واحد فقط.
لقد خاض المنتخب المصري نهائيات غانا 2008 محملاً بالأثقال والهموم علي اعتبار أنه لم يدخل ضمن دائرة المرشحين للفوز بالبطولة. وهو نفس الموقف تقريبا بالنسبة للمنتخبات العربية الأخري من الشمال الافريقي التي شاركت في الحدث مثل تونس والمغرب خاصة وأن التاريخ ينحاز دائماً لمنتخبات المغرب في البطولات التي تقام علي أرضها لذلك كان فوز المنتخب المصري بمثابة مفاجأة مدوية من العيار الثقيل أذهلت المتابعين للبطولة.
في عامي 2004 و2006 أقيمت البطولة في شمال افريقيا في كل من تونس ومصر. ففاز منتخبا البلدين بالبطولة حتي أنه في نسخة 2004 كان النهائي العربي الخالص بين نسور قرطاج وأسود الأطلسي المغاربة.
أما في بطولات 2002 في مالي و2000 في غانا ونيجيريا فكان الفائز من غرب افريقيا وهو المنتخب الكاميروني وعام 1992 اقيمت البطولة في السنغال ففاز بها المتخب الايفواري.
وكان لهذه الارقام دورها في التوقعات التي سبقت بطولة غانا 2008 حيث رشح جميع الخبراء الافارقة والعالميون منتخبات غرب أفريقيا لتشكيل المربع الذهبي من منتخبات غانا والكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار.
والمثير أن برغم كون المنتخب المصري حاملا للقب قبل البطولة لم يتوقع أحد فوزه ففاجأ الجميع وكان الطرف الوحيد الذي لا ينتمي إلي غرب افريقيا في المربع الذهبي ثم أذهل المتابعين بالإطاحة بأفيال كوت ديفوار بنتيجة 4/.1
وبعد التتويج علي حساب أسود الكاميرون التي قهرها للمرة الثانية علي التوالي كرر المنتخب المصري إنجازه كفريق شمال افريقي منذ انطلاق البطولة عام 1957 بعد أن حقق ذلك عام 1998 في بوركينا فاسو.
محترفون أم محليون¿
وجاء عدم مبالاة شحاتة بغياب أحمد حسام ميدو مهاجم ميدلسبره. وحسام غالي الذي ترك الفريق قبل البطولة بأيام وسافر للاحتراف في ديربي كاونتي صاحب المركز الاخير في الدوري الانجليزي ليؤكد أنه كان مصرا بالاعتماد أولا علي اللاعبين المحليين الذين برهن من خلالهم أنهم أقوي بكثير من المحترفين.
وخاض شحاتة مبارياته في البطولة بالاعتماد علي مهاجمين محليين هما عمرو زكي وعماد متعب ومن المفارقات الغريبة أن منتخب مصر لم يعتمد طوال مبارياته في البطولة بالاعتماد علي أكثر من لاعبين محترفين فغاب أحمد حسن عن المباراة الأولي بينما شارك فيها زيدان. وشوقي وفي المباراة الثانية شارك زيدان وشوقي. ثم سحب زيدان ليلعب أحمد حسن بدلا منه.
وفي الثالثة غاب زيدان من البداية. وشارك حسن وشوقي وفي الرابعة غاب زيدان تماما بينما شارك شوقي وحسن. وفي الخامسة غاب شوقي تماما. وشارك حسن فقط وتم الدفع بزيدان في النهاية بينما في السادسة لعب حسن بمفرده. وشارك زيدان وشوقي في جزء من الوقت.
في المقابل لم تستفد المنتخبات الافريقية من لاعبيها المحترفين. وكان منتخب كوت ديفوار هو الوحيد الذي استفاد من لاعبيه المحترفين علي مدار البطولة بحيث سجل النجوم الكبار أهداف الفريق علي مدار مباريات البطولة فأحرز دروجبا. وكالو. وكونيه. ودينداني. وكيتا وجميعهم من لاعبي الهجوم أو الوسط فيما كان التنوع هو شعار منتخبنا الوطني فسجل زيدان. وزكي. وتريكة. وعبدربه. وفتحي أي أن جميع خطوط الفريق نجحت في إحراز الأهداف.
شحاتة الوطني
واستطاع حسن شحاتة أن يعيد المدرب الوطني من جديد علي خريطة الكرة الافريقية وتحديدا منذ فوز الجوهري ببطولة عام 1998 في بوركينا فاسو فكانت بطولة 2000 من نصيب الفرنسي بيرلي شانتير. و2002 الألماني وينفرد شايفر و2004 الفرنسي روجيه لومير مع منتخب تونس فيما نجح شحاتة في اقتناص بطولتي 2006. و.2008
وتفوق شحاتة علي 7 مدربين فرنسيين هم كلود لوروا "غانا" وجيرار جيلي "كوت ديفوار". وهنري ميشيل "المغرب" وجان فرانسواه جوادر "مالي" وروجيه لومير "تونس" وهنري كاسبرزاك "السنغال" وروبرت نوازاريه "غينيا" وثلاثة مدربين من ألمانيا هما أوتوفيستر وبيرتي فوجتس مدرب نيجيريا ورابيش بين هارد مدرب بنين ومدرب برازيلي هو كارلوس ألبيرتو بيريرا وثلاثة وطنيين هم لويس اوليفيرا جونكاليفز المدير الفني لمنتخب أنجولا. ووباتريك فييري مدرب زامبيا. ومحمد عبدالله مازدا المدير الفني للمنتخب السوداني.